لا تضع هدفا لحياتك قبل أن تفكر في هذه الأشياء (1)

في غياب النقد الحقيقي للذات يحضر التضخم والأنا العليا لدى صاحب الفكرة سواء كان شخصا أم مؤسسة أم دولة أم أمة.
وينحو الكثيرون دائما إلى الهروب إلى أسئلة سابقة لأوانها في مقاربة الحياة والتدبير والتنظيم، فلا يستقيم بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن هدف أو رسالة واقعية ما لم تتوفر شروط قيدية لتحقق القابلية في التفكير المتحرر لتحديد الأهداف..
وأيما فكرة لم تراعي هذه الشروط فإنها تعيش في بؤرة معزولة عن الواقع وتحدياته بعسله ومره وتضحى هدفا للاستعمال العكسي..
فإلى جانب ذلك هناك أسئلة مؤرقة تلوح في الأفق حينما نبحث عن هذه الشروط تتسم بملمحها الوجودي أي أسئلة وجودية تعود بنا إلى الأصل..
إن أول شرط لوضع هدف قابل للتحقيق هو تشبيك الحلقات الضائعة من الحياة وانسجامها في قالب متناغم يراعي في عين الاعتبار الواقع المعاش والإمكانات القيمية والسلوكية، ثم ثانيا هناك توفير الظروف الملائمة للمعرفة والممارسة المفضية إلى إنضاج الرؤية لصياغة الهدف الواقعي المراد تحقيقه..
ثم في نقطة ثالثة وجود منهجية ومنهج، منهجية مجربة لها قواعد ناظمة تراعي الإمكانيات المعرفية والعقدية والجسمانية، ومنهج قارئ لمعالم التصور الأساسي لصياغة الهدف ثم رؤيته وأهم خطوطه العريضة ومخططاته الإجرائية الناظمة..
وأخيرا القابلية للصعود والأفول وتمرين الذات على تحويل الأزمة إلى ورشة للعمل والإنتاج سواء كان معرفيا أو تطبيقيا..
تلك بعض المعالم العامة على أن نعود بالتفصيل في كل نقطة في تدوينات مقبلة بحول الله..