إلى جيل باكالوريا 2015

الشباب عماد الوطن، وكل استهداف له في مناشطه العلمية والمعيشية هو استهداف لجيل يتوخى منه استكمال مسار بناء بلاده، إن ما حدث من تسريبات لامتحانات باكالوريا 2015 بالمغرب بحر هذا الأسبوع أمر مثير للريبة ليس لأنه أول مرة يحدث ولا لأن من يقفون وراءه قد يكونون أطرافا سياسية تستهدف التجربة الحكومية، وإنما هذا الأمر جعلنا نقف وقفة تأملية في من نعطيه مصير أبنائنا بين أيدينا، وفي الأخير يكون عامل المعدل الذي قد يحصل عليه الكثيرون من أثر الغش هو المعيار الأساسي لاختيار عدد منهم للدراسة في مجموعة من المعاهد والمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود..
إن ما يحدث اليوم يعيد السؤال إلى الواجهة حول مصداقية تعليمنا وما يمكن أن يخرج من نخب تشرف الوجه الحقيقي لبلادنا في المحافل الدولية.. ما زال ترتيب بلادنا في التعليم في دول المؤخرة، ومازال أمامنا عدة أوراش لبناء منظومة تعليمنا بالمغرب، بدءا بورش المصداقية ثم أمانة الخريجين والمسؤولين الساهرين على تعليم وامتحان أبنائنا مرورا بأمنهم وراحتهم النفسية وتوظيف كل السبل البيداغوجية واللوجيستيكية والتربوية لكي يكون لدينا تعليم نفتخر به مثلما تفتخر الكثير من الدول بذلك، هذا في الجانب الشكلي..
أما جانب المضمون فمازالت مجموعة من اللوبيات تتمترس داخل قطاع التعليم في تسلسلاته من أجل التجارة الرخيصة والاستثمار في مقدرات أبناء الوطن ليس إلا ربح أموال السحت وخيانة الوطن إما لانتصار الطرح القائم على خوصصة جميع المدارس وتوجيه الشعب الذي في عدد كبير منه غير قادر على توفير الحد الأدنى من العيش لدفع مصاريف التعليم الباهضة للوبيات الفساد التعليمي، وإما لبارونات عقارية تريد الإكثار من المدارس ذات الاستقطاب المحدود وفتح مشاريع خارج دائرة الإجماع الشعبي من أجل سحق المدخول الفردي وتحريم الحق في التعليم والحصول على المعرفة كمواطنين..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *